تواجه الشعاب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا تهديدًا كبيرًا نتيجة ارتفاع درجة حرارة المياه، الذي وصل إلى أعلى مستوياته خلال السنوات العشر الأخيرة. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "نيتشر"، ارتفعت درجات حرارة مياه الحاجز المرجاني بمعدل درجة مئوية واحدة سنويًا منذ عام 1960، مما أدى إلى موجات متتالية من ابيضاض المرجان.
ارتفاع درجة حرارة المياه يُعزى بشكل رئيسي إلى التغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية. الحاجز المرجاني العظيم، الذي يمتد على طول 2400 كيلومتر قبالة ساحل ولاية كوينزلاند، يعد أكبر نظام بيئي حي في العالم ويضم تنوعًا بيولوجيًا استثنائيًا، بما في ذلك أكثر من 600 نوع من المرجان و1625 نوعًا من الأسماك.
ظاهرة ابيضاض المرجان تحدث عندما ترتفع درجات حرارة المياه، مما يؤدي إلى هجرة الطحالب التي تعيش بشكل تكافلي مع المرجان وتمنحه لونه الزاهي. إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، يتحول المرجان إلى اللون الأبيض ويموت في النهاية.
الدراسة التي أجريت عبر تحليل عينات من الشعاب المرجانية أشارت إلى أن درجات حرارة المحيط كانت مستقرة لمئات السنين قبل أن تبدأ في الارتفاع منذ عام 1900 نتيجة لتأثيرات البشر. بين عامي 1960 و2024، شهد الحاجز ارتفاعًا سنويًا متوسطًا في درجات الحرارة بمقدار 0.12 درجة مئوية لكل عقد، ما أدى إلى خمسة من أكبر ست موجات تبييض خلال السنوات القليلة الماضية.
اليونسكو طلبت من أستراليا اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الحاجز المرجاني، بما في ذلك اعتماد أهداف مناخية أكثر طموحًا. رغم أن أستراليا استثمرت حوالي 3.2 مليار دولار لتحسين نوعية المياه والحد من آثار التغير المناخي، إلا أنها لم تحدد إلا مؤخرًا أهدافًا للوصول إلى الحياد الكربوني، ما يشكل تحديًا في حماية هذا النظام البيئي الحيوي.