في خضم الأزمات التي يشهدها لبنان، لا تقتصر المعاناة على البشر فقط، بل تمتد لتشمل الحيوانات الأليفة التي أصبحت عالقة في خضم النزاعات. مع تصاعد التوترات واندلاع العنف في بعض المناطق، اضطرت العديد من العائلات إلى ترك منازلها بسرعة، تاركة وراءها حيواناتها الأليفة التي تجد نفسها في خطر دون أي حماية أو رعاية.
عمليات إنقاذ الحيوانات
شهدت العديد من المنظمات الإنسانية والجمعيات المعنية برعاية الحيوانات في لبنان موجة من النشاط لمحاولة إنقاذ هذه الحيوانات. تقوم الفرق المتطوعة بالتحرك إلى المناطق المتأثرة بالنزاع من أجل توفير المأوى والطعام لهذه الحيوانات، ونقلها إلى أماكن آمنة بعيدة عن مناطق الاشتباك. بعض هذه الفرق واجهت تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد والوقود، إلا أن الرغبة في مساعدة تلك الكائنات التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها تدفعهم للاستمرار.
قصص مفعمة بالأمل
تتعدد القصص المؤثرة التي تبرز في هذه الحملات. على سبيل المثال، تم إنقاذ قطط وكلاب كانت محاصرة في منازل مهجورة لأسابيع، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية لها بعد المعاناة الطويلة. في بعض الحالات، يتم إعادة توحيد الحيوانات مع أصحابها الذين تمكنوا من العودة بعد استقرار الأوضاع.
دور المنظمات الدولية والمحلية
العديد من المنظمات، مثل "Animals Lebanon" و"SPCA Lebanon"، تعمل على تنظيم هذه الجهود وتنسيقها. يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة والتبرعات، كما يتم التعاون مع عيادات بيطرية لتوفير الرعاية الصحية اللازمة. كذلك، تعمل هذه الجمعيات على إيواء الحيوانات وتقديم الرعاية لها حتى يمكن إعادة تبنيها أو إعادتها لأصحابها.
التحديات القائمة
رغم الجهود الكبيرة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ. نقص التمويل والموارد، وانقطاع الكهرباء والإنترنت، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق، كلها تعيق عمليات الإنقاذ وتجعلها أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، تواصل المنظمات والمتطوعون العمل بشجاعة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الحيوانات.
تعد هذه الجهود الإنسانية دليلًا على تعاطف اللبنانيين مع كافة الكائنات الحية، حتى في أحلك الظروف. وفي الوقت الذي يعاني فيه لبنان من صعوبات اقتصادية واجتماعية، تظل روح التضامن والإنسانية قائمة.