تجربة فريدة في مطاردة الأعاصير.. رحلة من قلب العاصفة لجمع البَرَد


 في تجربة علمية فريدة من نوعها، انطلق فريق من الباحثين إلى قلب العواصف الرعدية العنيفة في مناطق السهول الكبرى بالولايات المتحدة بهدف دراسة ظاهرة البَرَد عن كثب. هذه المهمة، التي تُعد جزءًا من مشروع علمي يُعرف باسم ICECHIP، اعتمدت على معدات وتقنيات متقدمة لجمع عينات من البَرَد وتحليل ظروف تكوّنه.

الفريق استخدم سيارات مجهزة خصيصًا لتحمل الظروف القاسية، مزوّدة بزجاج أمامي مدرّع وشبكات واقية، واقترب بها من المناطق الأكثر خطورة داخل العواصف، حيث يتشكل البَرَد بكثافة وحجم كبير. في إحدى الحالات، تمكن العلماء من جمع حبات بَرَد بحجم فاكهة الشمام الصغيرة، إلى جانب كرات ثلج بأشكال وأحجام مختلفة.

من أجل جمع البيانات، استخدم الباحثون أجهزة استشعار ورادارات متنقلة، وطائرات مسيّرة، بالإضافة إلى أدوات يدوية مثل وسائد إسفنجية وأقماع كبيرة لالتقاط حبّات البَرَد قبل أن تصطدم بالأرض وتتلوث. الهدف من هذه الإجراءات هو دراسة الخصائص الفيزيائية للبَرَد وظروف تكوّنه داخل السحب الرعدية.

التجربة تُسلّط الضوء على أهمية فهم التغيرات المناخية، لا سيما أن الدراسات تشير إلى أن ظاهرة البَرَد قد تصبح أكثر شدة وتكرارًا بسبب الاحترار العالمي. علمًا أن البَرَد يُعد من أكثر الظواهر الجوية تكلفة في الولايات المتحدة، حيث يتسبب بأضرار تصل إلى 10 مليارات دولار سنويًا.

هذه المغامرة العلمية تعكس شجاعة الباحثين ورغبتهم في دفع حدود المعرفة الجوية، من أجل تحسين دقة التنبؤات المستقبلية وتقليل الخسائر الناجمة عن الأحوال الجوية القاسية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم